اختتم البروفيسور مروان ديباه، الأستاذ المساعد في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، عام 2021 بفوزه بلقب الباحث الأكثر موثوقية على قائمة "كلاريفيت 2021"، المنصة العالمية الشهيرة لرواد الفكر والتي صنفت البروفيسور ديباه كأحد أفضل 1% من الباحثين على مستوى العالم.

وبهذه المناسبة، قال البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: "انضم البروفيسور ديباه إلى قسم تعلّم الآلة بالجامعة في عام 2021، وقد أحدث بالفعل تأثيراً كبيراً منذ ذلك الحين".

ويأتي هذا التكريم امتداداً لسلسلة من الجوائز السابقة التي شملت أكثر من 20 جائزة لأفضل ورقة بحثية. والبروفيسور ديباه محررٌ مرموق لعدة مجلات علمية مرموقة ومتحدث معروف على مستوى القطاع، وتتمحور اهتماماته البحثية حول مبادئ وأساسيات الرياضيات والخوارزميات والإحصاء والمعلومات وعلوم الاتصال. ويعمل البروفيسور ديباه حالياً في عدة مجالات بحثية منها التعلم المعزز متعدد العوامل والذكاء الاصطناعي الموزع أو المقنع ونماذج "إكساسكيل".

من جهته، قال البروفيسور ديباه: "يسعدني الفوز بهذا اللقب المؤثر في مسيرتي العلمية، وهو بالتأكيد تكريم متميز لعملي المتواصل".

الذكاء الاصطناعي والاتصالات

يعتبر البروفيسور ديباه من نخبة الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي وأنظمة الاتصالات، ويشغل منصب كبير الباحثين في "معهد الابتكار التكنولوجي" في أبوظبي. وسبق له أن عمل لدى عدد من أبرز مزودي خدمات الاتصالات والمراكز البحثية على مستوى العالم، بما فيها "مختبرات موتورولا" (فرنسا) و"مركز فيينا لأبحاث الاتصالات" (النمسا) و"معهد يوروكوم" (فرنسا) و"هواوي" (فرنسا). وتولى البروفيسور ديباه إدارة 8 مشاريع تابعة للاتحاد الأوروبي وأكثر من 24 مشروعاً محلياً ودولياً، ويأمل التعاون مع شركة الاتصالات الوطنية الإماراتية "اتصالات" في المستقبل القريب.

وأضاف البروفيسور ديباه: "يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانات كبيرة على صعيد تحسين جودة الإرسال الشاملة. فالتحسينات التي تطرأ على الشبكات اليوم بطيئة لأننا نواجه صعوبة في فهم الجودة الشاملة؛ إذ يقتصر فهمنا على أجزاء الشبكة الفرعية فقط لا الشبكة بأكملها".

ويعمل البروفيسور ديباه ضمن فريق من الباحثين في مجال الاتصالات اللاسلكية على استكشاف ودراسة نوع جديد من الأجهزة التي تعكس الموجات الراديوية بشكل سلبي وتدعى "السطح العاكس الذكي القابل لإعادة التهيئة" (RIS). وقد أظهرت هذه التقنيات إمكانات واعدة على صعيد الحد من النقاط غير الفاعلة في الشبكات اللاسلكية.

وتابع البروفيسور ديباه: "يمثل استهلاك الطاقة ثاني المجالات البحثية التي نود خوضها في مجال الاتصالات، فتعزيز كفاءة استهلاك الشبكات الطاقة مسألة معقدة لأننا لا نمتلك فكرة جيدة عن النماذج وكيفية عملها وكيفية استهلاك المحطة الأساسية أو الخادم للطاقة على سبيل المثال. ويتطلب إجراء هذه الأبحاث سياسات تتيح وقف تشغيل أجزاء معينة من الشبكة".

الخوارزميات وطائرات الدرون

يمكن تنظيم عروض ضوئية مذهلة باستخدام طائرات الدرون. فما هي الجوانب المطلوبة لتنظيم مثل هذه العروض؟ ويبدي البروفيسور ديباه اهتماماً كبيراً في هذا المجال الذي يعرف باسم التعلم المعزز متعدد العوامل.

وقال البروفيسور ديباه: "يجسّد التعلم المعزز متعدد العوامل طريقة تتفاعل من خلالها الطائرات المسيّرة دون أية حوادث. ويستدعي تطبيق هذه التكنولوجيا كتابة خوارزميات توفر الأوامر للنظام. ومن أبرز المشكلات التي تواجه هذه الخوارزميات، عدم إمكانية ضمان قدرة النظام على التعامل مع أنواع تشكيلات العروض الضوئية".

وأضاف البروفيسور ديباه: "عند استخدام هذه الخوارزميات على أرض الواقع، يتعين علينا التأكد من مدى قوتها، أي إجراء التجارب على جميع التشكيلات المحتملة. فمثلاً، تؤدي هذه الخوارزميات الوظيفة المطلوبة في حال استخدام أربعة عناصر، فهل ستعمل باستخدام خمسة أو ستة أو حتى سبعة عناصر؟".

الزمالات والجوائز

يأتي إدراج البروفيسور ديباه على قائمة الباحثين الأكثر موثوقية في أعقاب سلسلة طويلة من الجوائز الأكاديمية والمهنية، فقد حصل على زمالة "معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات" (IEEE)، و"المحفل العالمي للبحوث اللاسلكية" (WWRF) و"الرابطة الأوروبية لمعالجة الإشارات" (EURASIP) و"رابطة الذكاء الاصطناعي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ" (AAIA) و"معهد لويس باتشيليه". وعلاوة على ذلك، حصد البروفيسور ديباه جائزة ماركوني لأفضل ورقة بحثية من "معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات" في عامي 2018 و2021؛ وجائزة "الرابطة الأوروبية لمعالجة الإشارات" لأفضل ورقة بحثية في عامي 2017 و2021؛ وميدالية "بلوندل" من "جمعية الكهرباء والإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات" (SEE) لعام 2020؛ وجائزة التقدير الفني من لجنة الاتصالات الراديوية في "معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات" لعام 2019؛ وجائزة أفضل ورقة بحثية لمؤلف شاب من جمعية الاتصالات في "معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات" لعام 2019.